Nov 28, 2009

قصاصات دفتر ... غير مكتملة - 3



إيسودوس 2 - مدخل 2

الرب ميكافيلي



بعضهم يرى ان الميكافيلية في هذه الأيام
هي عقيدة عامة
بل ان بعض يرى ان هناك من أله ميكافيلي
فالغاية دوما تبرر الوسيلة
هرطقة لا غير
ترددت في اجواء المكان

...
...

أبصر في مذكرته الأنيقة
رقما يعلوه إسما ..
اه .. يالها من ذكرى مخزية
كان يريد ان يحفتظ به كصديق
ربما تذكر مواقف كثيرة وقف فيها الى جوار هذا الاسم
حاول ان يفتش عن ذكرى واحدة تحمل خيرا منه
لم يجد
لم يعر الامر انتباها
اكثر من هذا
قام وادخل المذكرة في جيبه
واكمل المسير ...

...
...

في هذا الساعة المبكرة من الصبيحة الشتوية
تبدو شوارع وسط المدينة
كإحدى طرقات لندن الضبابية
كان يطرقها أناس قليلون في هذا الوقت
استعدادا للأفواج البشرية التي ستظهر
في هذه الشوارع مع دقات الساعة السابعة
وما يليها

...
...

أثناء مسيره كان عيناه تتلاقيان
مع اعين المارة المقبلين عليه
ربما لم يستمر اللقاء لثاينتان او اكثر بقليل
ولكنها كانت تعطي معان كثيرة للطرفان
في حينها
فبالتأكيد الامر لم يكن يستقر عند الطرف الاخر انتهائه
سوى ثوان
لكنه كان يفهم الكثير والكثير
ويعيد ما فهمه في رأسه
فهذه اعين حزينة ... وهذه اعين ساهرة
.. وهاتان عينان تهربان من الديون
ربما لو اتيح له ان يتحدث مع كل شخص يمر بجواره
ان يتحدث مع لذات الثوان
ما استشف كل هذه المعان

...
...

إمرأة عجوز .. افترشت الطريق
جلست في ستر احدى الاشجار
تبغي حسنات المحسنين مقابل عبوة من المناديل
غاص بيديه في جيبيه ... يبحث عن شيء
لهذه المرأة التي نخر مظهرها نياط قلبه
لكنه لم يجد سوى بقايا " فتافيت " قطعة " بقسماط "
كانت اخر قطعة في كيس كان اشتراه من يومان
بأخر نقود كان في جيبه
وتذكر حينها انه لم يطرق باب بيته
منذ عدة ايام
ولم يصبه داء النوم منذ فترة تعدت اليومين

...
...

تخطى المرأة وهو يشعر بغصه في حلقه
ومرارة تركها في هذا الوضع تعتصر قلبه
وتذكر مقولة كانت في ذات الصفحة التي
أبصر فيها الرقم والإسم
وكان صاحب الإسم هو كابتها
" بالقسوة ينبغي التعامل في كل مرة "
مبدأ ميكافيلي ...
وعاد يفكر في هؤلاء .. أتباع ميكافيلي
الذين صاروا الان اكثر من البشر الطبيعيين
وتذكر أمه
وتذكر حبه
وتذكر ...

No comments: