تلك المدينة الساهرة التي طالما تسألت ما السر الذي قبع في ثناياها
وأسر كل من إقترب منها
تلك المدينة لها سحر خاص خصوصا في لحظات الغروب وامتداداً لساعات الفجر الأولى
لها سحر لا يقاوم
يضطرك أحيانا إلى متابعة المسير إلى كوبري قصر النيل
أو يأخذك في مسيرة لا تخلو من العبق الخديوي حيث ميدان طلعت باشا حرب
معالم ومعالم تستقر في مخيلتك لترسم صورة قاهرية الهيئة مصرية الروح
تجعل منك إبنا لها حتى وإن لم تكن
القاهرة مدينة تخلق بداخلك زخم من المشاعر المتضاربة أحياناً
المتوائمة أحياناً قد تكون متوازية أحياناً أخرى
تشعر أحياناً ان هذه الصفحة من هذا النيل إنما هي جزء من كيانك
وأحدى مسببات العشق القاهري خصوصا والعشق المصري عموما
القاهرة من قلبها إلى ضواحيها
من ميدان التحرير وميدان العتبة وميدان رمسيس
وصولا إلى كل ضواحيها
تأسرك بحبها
تشعر حينما تسير إلى جوار متحفها
أو بصحبة نيلها أن رائحة الأجواء المحلية هي وقودك للحياة
حتى وإن إختلطت بعوادم السيارات وأدخنة المصانع وغبار السحابة السوداء
تشعر في ضجتها بالهدوء
وتشعر في عذابها بالحب
وتشعر في زحامها بالألفة مع الأخرين
وبتآلفك مع روحك
القاهرة هي القاهرة
قاهرة المعز
والقاهرة الخديوية
والقاهرة الحديثة
حبها لا يفارقك إن كنت من سكان جاردن سيتي أو كنت من سكان السبتية
عشقها في مخيلاتك سواء كنت إبن مصر الجديدة أو كنت إبن بولاق أبو العلا
هنا القاهرة التي قال فيها سيد حجاب
هنا القاهرة
الساحرة
الآسِرة
الهادرة
الساهرة
الساترة
السافرة
هنا القاهرة
الزاهرة العاطرة
الشاعرة النيّرة
الخيّرة الطاهرة
هنا القاهرة
الساخرة القادرة
الصابرة المنذرة
الثائرة الظافرة
انها القاهرة المدينة الرائعة
No comments:
Post a Comment