Apr 10, 2009

ولكن من يمر هنا

هنا ...
تحت صفحات الماء
بألاف الأمتار
ينظر حوله
يرى ظلاما
لا يكاد يراه من شدة الظلام

يسبح جسده رغما عنه
في عمق أعماق محيط
لا يعرف الرحمة
في حيتانه وقروشه

حاول ان يصعد
لم يستطع
كلما صعد
وجد نفسه يصعد إلى اسفل

يتنازعه مسخان
من مسوخ اعماق المحيط
لا يقوى على النجاة منهما
تمر عليه سنون عمره
لحظات
ولحظاته سنين وربما قرون

يفلت منهما
كيف ... ؟
لا يدري

تذكر بالأمس القريب
حينما كان يعتلي تلك الباخرة
التي كانت تثبر عباب المحيط
بقوة وعنفوان

فرأها
نظر إليها
أحس بشوق لها
وأحس براحتها له
ظن أنه المراد
صارحها
غضبت
وثارت
وتحول الملاك إلى شيطان
خذلته قدماه
ودفعته إلى قلب المحيط

الأن هو في عداد الموتى
او المفقدوين
لا يدري
ولا أدري

جل أحلامه أن يعيش
على أمل ...

ربما يأتيه الــ ....

صوت ما
ربما كان صوت إحدى حوريات البحر
أو ربما كان صوتا قمريا ناداه
إنتزعه من بين أحاسيسه
سمع كلماً ما مر عليه قط

دبت في قلبه الحياة
إنتفض قلبه وانتزعه من بين تلابيب ذكرياته
وحلق به بعيدا إلى أعلى

يعلو به تجاه السطح
يعلو
ويعلو
ويعلو

إلى أن إخترق سطح الماء
وحلق به إلى كبد السماء

كلما إرتفع
إقترب الصوت
كلما حلق
دنا الصوت

منحه قوة
أضاء بها قلبه ما بين السماء والأرض
يظن من يمر بالمكان أن شهابا
من شهب السماء قد استقر ها هنا
ولكن
من يمر هنا
حيث القبور

No comments: