Jun 9, 2009

و لي تعقيب


أولا أمريكا بلد مؤسسات وليست بلد أفراد
بمعنى إن أي رئيس هيجي هينفذ أجندة محطوطة من زليون سنة
ومش برضاه لا غصب عنه هو ملتزم بيها لأن ده النظام
وبالتالي الخطط ثابتة ولكن المختلف الأساليب والطرق

ثانيا هناك ثقة في نوايا أوباما ولكن التساؤل المعضل دائما عن قدرته
أعتقد أن جون كيندي الذي إخترق القاعدة العتيدة في القيادة الأمريكية
WASP
White Anglo-Saxon Protestant
وهي يمكن أن نعتبرها صارت ما يشبه قانون عرفي في أمريكا
فجميع رؤساء أمريكا كانت تنطبق عليهم الثلاثة شروط
white أبيض
Anglo-Saxon أنجلوساكسوني الأصل
Protestant يتبع البروتستانتية

الجميع إنطبق عليه هذه القاعدة عدا جون كيندي الذي " أغتيل "
خاصة أن توجهاته كانت تجديدية قوية اشبه بصديق اليوم

أوباما كسر ليس شرط بل إثنان
لن أقول سيخشى على حياته خوفا من مصير المجدد كيندي
لكن سأقول سيحاول الحفاظ على مستقبله السياسي ليصل للحد الأدنى الذي يرضي
طموحه السياسي الذي وضعه عندما قرر أن يصبح الرئيس

وبالتالي فهو يمسك بميزان لا يريد أن يستثير اليمين الأنجلوسكسوني
الذي قد يوجد به متشددون أو بالتأكيد يوجد به متشددون
و بيض يمينيون متشددون أيضا
قتلوا من قبل مارتن لوثر كينج و غيره من المجددين

ويريد تحقيق مصلحة البلاد

ويريد أن يحقق أهداف قد وضعها مسبقا

وبالتالي فقدرة أوباما على تحقيق نواياه محدودة
وهذه النقطة الثانية


ثالثا : حالة التفكك أولا العرب كعرب لا نهضة لهم دون وحدة
ولكن مصر كمصر دولة تستطيع ان تنهض بنفسها
لأنها دولة قائدة وبالتالي ضمان حليف في المنطقة أمر مهم جدا بالنسبة لسياسي أمريكي محنك
وفكرة القوى العظمى فكرة تأول للإنهيار خلال العشرة سنوات القادمة
ولن آتي بشواهد من حالة أمريكا المتردية إقتصاديا الأن
ولكن سأقول ملاحظة بسيطة
زاد الإسرائيليون نشاطهم مع الصين بشكل ملحوظ في الخمس سنوات الأخيرة


لحظة نعمل pause هنا

نرجع ستين سبعين سنة
وناخد كام مشهد

اليهود يحصلون على وعد بلفور من بريطانيا

العصابات اليهودية تقوم بتفجيرات في فندق الملك داوود
الذي يعد أغلب نزلائه من البريطانيين

العصابات اليهودية تقوم بعمليات إغتيال لبريطانيين

قيام إسرائيل

إعتراف أمريكي

علاقات مستمرة للحين مع أمريكا

عرف اليهود أن أمريكا هي القوة القادمة

ونفس المشهد الآن

هذا بخصوص القوة العظمى



رابعا فيما يتعلق بالمعونة كما ذكرت إنها فرض عين وليس فرض كفاية على أمريكا
لأنها ضمن شروط إتفاقية كامب ديفيد "سامح الله من أوقعنا فيها "
وبالتالي لايمكن لأمريكا الإخلال بهذا الفرض
خاصة وأن ما يسمى بالمعونة يمثل رقما ضئيلا يقل عن 200 مليون دولار
وهو نسبة للإقتصاد المصري " رغم هزلانه " إلا أنه غير مؤثر

خاصة وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى ثمانية مليارات
وان كان العجز لصالح أمريكا بفارق ثلاثة مليارات
حيث تصدر مصر لأمريكا ما قيمته 2.5 مليار دولار
وتستورد منها ما قيمته 6.33 مليار دولار
ولكن يبقى رقم الإثنان مليار رقما نديا لدولة من دول العالم الثالث النامية

وبخصوص القمح فأتذكر ان مصر وقعت إتفاقية اليوم السابق على زيارة أوباما
لزراعة القمح في أوغندا
ومن قبلها السودان ومن قبلهما أوزباكستان

خامسا أمريكا تحتاج وبشدة وبإحتياج شديد وبإلحاح حاد وبرغبة عارمة
في تحسين صورتها أمام العالم بعد أن فقدتها على مدار ثمان سنوات سوداء
وبالتالي أمريكا هي الدولة الأكثر إحتياجا في العالم لتحسين صورتها
فالدعاية على طريقة التسعينيات من خلال أفلام الأكشن الرخيصة ما عادت تجدي
فالعالم الآن يدرك من يسكن في أقصاه ما يحدث في أدناه في لحظات وبأدق التفاصيل

سادسا بخصوص من يرى أن الإسلام أصبح يصور على أنه مجال الإرهابيين
وعقيدة المتوحشين فهذه تقع على عاتقنا أولا قبل الجميع ولكن هذه فكرة لا قلق منها
خاصة وأن الدين الأسرع إنتشارا حول العالم هو الإسلام


سابعا أتذكر ذلك الرجل العظيم باني الجمهورية المصرية جمال عبد الناصر
أتذكر أنه لم يكن له أدنى علاقة بأمريكا
وأعرف أنه كان حادا ضد أمريكا
وأعرف أيضا ان الديون قريبة الأجل يوم وفاته بلغت 104 مليون دولار
وهي الديون الأهم
وهذا الرقم لا شيء لما حدث في العهد الأمريكي في مصر فيما تلى وفاة عبد الناصر
حيث وصل في 1975 أي بعد خمس سنوات من بداية العلاقات المصرية الأمريكية
وهجر المعسكر الشرقي وقوة عدم الإنحياز
وصل هذا الدين إلى 1004 مليون دولار
هذا ما جلبه لنا الإرتماء في أحضان الإقتصاد الأمريكي

كانت مصر في الحقبة التي إعتمدت فيها على مصر تستهلك فقط 90% من دخلها القومي

كانت مصر في خلال عشر سنوات من الإعتماد على مصر وليس الإعتماد على أمريكا
تحقق 6.3% كمعدل نمو ثابت بالأسعار الحقيقية
وليس بالأسعار " الرقاصة " بعد الإرتماء في حضن العم سام

التضخم في العهد المصري في مصر كان يقارب الـ 5%
أما في العهد الأمريكي في مصر وصل إلى 20 و 25 %

وبالتالي مصر قادرة على القيام بمفردها
لأن مصر دولة تتوافر لها كل مقومات النهضة

أتذكر ان نسبة السلاح الأمريكي في الجيش المصري الذي حرر سيناء
" الذي كانت قد إكتملت نسبة 70% من تسليحاته قبل الحرب بأربع لثلاث سنوات"
كانت لا شيء تقريبا اللهم إلا بعض المدافع وبعض الرادارات

وبالتالي مصر قادرة على ان تتخلى عن أمريكا

ثامنا لست كمسلم منتظر رئيس أمريكا ليجعلني سعيد بأني مسلم
لا هذا أمر حقيقي وثابت بأمريكا وبدون أمريكا

مسألة الحرب " مقولة تذكروها جيدا " لن تحارب ولن تسطيع أن تحارب على الأقل طيلة
عشر سنوات قادمة لأن الضربة القاصمة التي تعرض لها الإقتصاد الأمريكي
ستجعل الحروب أولوية آخيرة
وأمريكا لن تستطيع محاربة العالم كله لتحصل على ما تريد
محاربة دولة أيا كان حجمها تخلخل منظومة التحالفات الدولية
فليس من السهل إتخاذ قرار بسهولة خاصة وأن التجربة أثبتت أن أمريكا خسرت في التجربتين السابقتين في أفغانستان والعراق
ومن قبلهما فيتنام

وبخصوص إحتياج العرب مرة أخرى إقتصاديا لأمريكا فالحقائق تقول أن العرب خسروا
ما قيمته ترليونان ونصف الترليون في الغرب بسبب الأزمة الأخيرة
فما بالنا بحجم الإستثمار الحقيقي الذي إن وجه من الغرب إلى التجارة البينية العربية
ربما يجعل دولا تنهار
ونتذكر براون عندما جاء يقبل أياد الخليجيين " بغض النظر عن وجهة نظري فيما يقومون به " ليستثمروا أموالهم في بريطانيا
كان ينقصه فقط ان يحمل لوحة تبرع ولو بدينار تعاطفك لوحده مش كفاية

لمحة أخيرة
إيران
بغض النظر أيضا عن رأيي في إيران كدولة ونظام حكم وأفراد وقيادات

محاصرة كليا من الغرب

كيف تحيا إيران

لن أجاوب لأني لازلت مصرا

أن أم المصريين ليست ماما أمريكا
وأبوهم ليس أوبابا

ملاحظة أختم بها
أوباما شخص عظيم لن يتكرر في التاريخ الأمريكي وللعلم أنا من أشد المعجبين به
منذ ان بدأ حملة إنتزاع بطاقة ترشيح حزبه
الرجل يحمل نوايا طيبة وقد خرج من الكهف الأيدولوجي الأمريكي ليقول لقد بدأنا نتحاور
واجبنا ان نبادله الحوار لا أن نجري عليه ونقول له " بابا .. بابا ... إنتا جيت يا بابا؟؟! "

No comments: