Mar 27, 2009

إكليل الفشل

سامي طالب متفوق تغلبه نزعاته التنافسية لبحث عن مكان الصدارة بين محيطيه في أي مجال أيا كان ... شخصيته هذه نوعا ما ترهقه وتسبب له عديد المشاكل ... على كلٍ ... كان سامي طالب ملتحق حديثا بالجامعة المصرية وممن عشقوا تراب الوطن وتربى على محبة هذا الوطن العظيم ... ومثل العظماء من أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد و.... و.... و الكثيرين من عظماء الجامعة المصرية او ما كانت تسمى جامعة في هذا الوقت فؤاد الأول

كان من أسرة رقيقة الحال ... حلمه أن يسعدهم بلقب أستاذ جامعي بجامعة الملك فؤاد ... كان يقاتل من أجل هذا الهدف ... كان دوما نصب عينيه
صباحاً أو مساءاً ... أينما كان .. كان معه حلمه ... قاتل كثيرا نفسه من أجل ألا تخرج عن هدفها

كالتيار الجارف عبرت به ... هي ... نعم هي تلك التي أسرته وتمكنت منه ربما لم يرد أن يتذكر تجربته الأولى المكللة بأعظم أكاليل الفشل ... شاء أن يتجاهل هذا الإكليل التعيس وقرر أن يمنح قلبه فرصة أخرى ... قرر أن يكون سوي الإحساس مرة أخرى ....

وفشل بنفس ذات الإكليل
ربما لم يكن ليعتقد أن الأمر تم بهذه السرعة
من يدري لعل الأمر لم يكن سريعا إلا في لحظاته الأخيرة

على اية حال كان يحبها بل كان يعشقها وأراد لأجلها أن يدمر كل روابط الأخوة ... والإحترام المتبادل وما كان من هذه العلاقات المنقوصة
التي يتذرع بها الفشل ليمنعنا من تحقيق أحلامنا ... هي كانت الأمل الأخير بالنسبة له فهو لا يؤمن بمبدأ " التالتة تابتة "
هل أخطأ في حسابٍ ما ... ربمــا أراد أن يقــ ....

" دكتور سامي ... قدامنا خمس دقايق ونوصل الجامعة "
إنتزعت عبارة أستاذ أيمن مدير أعمال دكتور سامي رئيس جامعة القاهرة من بين رفات ذكرياته
فهو الأن على وشك زيارة جامعة طالما كان يفضلها جامعة السوربون وكالمعتاد في كل زيارة يترجل على أقدامه ليسير بمحاذة ذلك السوق التجاري الذي إتخذ شكلا تاريخيا مستمداً من عبق الجامعة ليعبر إلى الرواق المؤدي إلى الميدان الرئيس أمام الجامعة
وفي أثناء عبوره تناهى إلى مسامعه صوت صرير مكابح سيارة
لكنه لم يكن صوتاً لطيفا بالنسبة له
فقد إشتم رائحة غريبة منه
رائحة أشبه بما يمكن أن نسميه

الموت

No comments: