May 9, 2009

حدث في الأولمب

كان سائرا في طريقه
توقف لبعض الوقت
إلتقطت أذانه صوتا كالنسيم
ولكنه تذكر وصية جده بألا يصغي لأي نداء
فصوت السرينية سيلقي به إلى قاع الجحيم
تجاهله
وأكمل المسير
ولكن الصوت عاد
ليؤرقه


كانت هناك تناديه
عند اليسار ...
مباشرة إلى جوار أطلس تحت قبة السماء
هي هناك في المسكن الإلاهي فوق الأولمب

و عند نهر الاخيرون الكلب القميء ذي الهيئة القذرة
بأنفاسه اللعينة
صاح بإسمها

إنه نذير سوء
شؤم
يوقظه من غفلته لعله لا يذهب إليها

" لا تصغى لصوت سماوي عذب ندي بهي جلي
صوت شيطانة الجبل .... سيودي بك إلى الجحيم"

تذكر نبوءة كاهنة إله دلفي أبولو المضيء

ولكن هيهات

أهل البانثيون أرسلوا رسلهم لينتزعوه من مساره
ربما نجحوا في إنقاذه
تعطلت مشيئة زيوس الكبير
ووقفت قدرات ربة الشقاء والكراهية
والرسول المجنح ما كان له عليه سلطانا

فهو ذاهب إلى هدفه لا محالة
إنها كالنداهة
هنا
وهناك

لو إستطاع زيوس لمحاها من بانثيونه الأولمبي
ولو قدر أطلس لأسقط حمل السماء الذي على كتفه عليها ليسحقها سحقا

بريئة الملامح
جميلة الإبتسامة
عذبة الصوت
حينما تتكلم فكأن القيثارة الشمسية تتحدث
حينما تنظر إلى أحد بيعنيها فكأنما يزداد من بهائها بهاءا

لنقل أنها هي النداهة أو تشبهها ربما
رغم كل النبوءات التحذيرية
وكل محاولات اقناعه بالعدول عن مسيره إليها
إلا أن سحرها أخضعه فكان إختياره إجباريا
بإرادته ولكن رغما عنه
بحبٍ ولكن قسرا
بمنتهى الحرية التي هي في جوهرها أحد صور العبودية
إنسانُ إختار دونما أن يختار

أسرته شهوته

ولعل السماء تعيده إلى رشده





--------------------------

الأولمب في الميثولوجيا اليونانية هو اعلى القمم وهو مسكن الالهة عند السماء
وفي الميثولوجيا الإغريقية كان أطلس أحد آلهة التيتان وكان يحمل السماء على كتفه

2 comments:

ايمان مجدى said...

بمنتهى الحرية التي هي في جوهرها أحد صور العبودية
هذهه هى الحياة
4 فناجين قهوة علشان افهمها وحاسة برضو انى ممكن اكون فهمتها غلط
لو غلط وضحلى

فكرك رائع ما شاء الله

واحد مصري said...

ههههههه ما شاء الله اربع فناجين قهوة
كده الموضوع خرج من ايدي

هو الفكرة ان اللي يعيش اسير رغباته خلاص اي خطوة بياخدها حتى لو الظاهر لينا انه بياخدها بمنتهى الحرية بتبقى في اصلها خضوع لرغبته وبسبب قيد مقيد نفسه بيه وهو قيد الشهوة او الرغبة ايا كانت