مــســيـح

صوت الحق صرخ في الظلمات

جميع الخلائق رأت الضمير مات

وإجتمع الحابل بالنابل وتشابكت الخطوات

وتسألت

أين الضمير

قالوا لي

مـــــات

ما ذهب لا يسمى آت
والفعل راح
لا يستبدل بالفعل عاد

أين الخــُـلق ... أين المروءة
والعفة والحياء

قالوا لي عم تبحث ؟؟
قلنا لك مــــات

عد أدراجك فلن تتخطى العقبات
وإن تخطيتها
سقطت في الظلمات

ما الضمير ؟ وما الصدق ؟
وما الأخلاق ؟
كله ذهب وحل الرق

والفنيق من الرجال صار صاحب نزوات
ولا عود لشيم الرجالات

قلنا لك الكل تحت الثرى
وري
كالذئاب صار الورى

قلت آآه ضاع نوري

جريت وجريت في الغابات

ظلمة
وحوش
ومستأسدات الكائنات

اسمع همسا
خطوة قدم ٍ
ألتفت

لا أجد بشرا
ظلماً
من خلفها ظلماً

أسرع وأسرع

أسمع حفيفا من فوق الأشجار

قرقعة أغصانِ

وصوت دقات قلب

كطرق على باب دار

أتهيئ للشجار

أسمع زئيرا

أسرع لأجري وأجري

ألتفت حولي

أبحث عن أحدهم

سأعود إليهم

فهناك الأمان

أستعد لأعود

فأجدني في مكان
غير المكان

لقد ضللت طريقي

ليس أمامي إلى الركض

لعلي أصل إلى آخر الأرض

تغوص الأقدام
ثم تغوص أكثر
وأكثر ...

لقد سقطت في المستنقع ..

من دخله لا يرجع ..

آسن مليء بالتماسيح ..

آه أنى لي النجاة ؟! ..

تضيق الأنفاس ....

ويضيع من الأطراف الإحساس ...

أشعر بشيء بارد ...

يلمس أقدامي ..

ربما كان فيه نجاتي

يلتف حول أقدامي
وبطني وصدري
الآن وجهه في وجهي

ثعبان المستنقع المارد ...

لقد إنتهى أمري ..

وماتت كل أحلامي .....

وصرت من إخوة كان الــ .....

تيقظ يا هذا ما بك

أتهذي ؟؟

صم الصوت آذاني
إنتفضت أتحسس أقدامي

أتنفس كما أول مرة

قالوا لي أما قلنا لك لا تذهب
والأن أنقذناك من الموت جريح

قلت لقد صرت... الآن ... في الأرض مسيح

مسحت الارض بحثا عن كل الخـَــلق

عن الضمائر

أبحث عن قيامة الحق

ولأن أتراجع عمن كان للمساكين والحقوق
مــستـــبـــيــح

وإن نصبت الصلبان

وإن علقت المشانق على الجدران

سأعود وأبحث

وأسرع وألهث

وراء أخر بصيص للحياة

هناك ... وراء مستنقع العتاة