Jan 30, 2009

غرفة 809

ذات مرة إستيقظت على صوت الهاتف , لا أدري من المتصل رغم أن الإسم ظاهر أمامي لكني لم أتمكن من قراءة حروف إسمه , كانت معاناة وانا أحاول أن أستوعب حديثه , للحظات بعد المكالمة بدا و كأني لم أفهم شيئا مما قال , لكن عقلي تنبه فجأة و إستجمع دفعة من قواه الذهنية , لقد كان الرقم لإبن الحاج خالد , لقد توفى الرجل ... , لم أدري ما بي إلا و أنا أبدل ملابسي باحثا عن مفاتيح السيارة , منطلقا صوب ذاك المشفى القديم , أدرت محرك السيارة و أطلقت لها العنان حتى كادت أن تنتفض من فرط السرعة , لا أدري ما سر تعلقي بهذا الرجل رغم أني لم أعرفه منذ وقت طويل , قاربت أن أصل بعد أ، عبرت ذاكر الميدان الشهير لكنه يبدو مهجورا في هذا الوقت المتأخر من ليل شتوي لا يكاد أحد يطرق الطرقات فيه , وبدا لي من على بعد كمقبرة كبرى للحظة ترددت في الدخول إليها و فكرت في العودة فلا داعي لوجودي أصلا , إلا أنني إستجمعت رابطة جأشي و هممت بالولوج إلى مدخل المشفى لأسئل موظف الإستعلامات عن غرفة الحاج خالد - بدا لي سؤال أخرق فقد أتيت للرجل عشرات المرات - فقال لي غرفة 809 ذهبت إلى المصعد متجها إلى الطابق الثامن , رغم أن هذا المشفى قد تم تجديده وشمل التجديد المصاعد أيضاً فإن المصعد في المعتاد يقطع هذه المسافة في ثواني معدودة , إلا أنها فاتت دهورا و أزمانا و حقباً توارد في ذهني ذكريات أيامي القليلة مع هذا الرجل وما وجدته عليه من علامات الصلاح و الهداية , ودوما أتذكر ذاك النور الإيماني المشع من وجهة , رحمه الله كان مثلا .
بعد لحظات مرت كسنوات وصلت إلى الطابق الثامن أخير و ترجلت إلى الغرفة رقم تسعة , أجر معي ذيول حزني حتى كاد كبدي أن ينفطر و قلبي أن ينفجر , وما إن وصلت وطرقت الباب وفتحته لأجد المفاجأة , حقا شيء لم يخطر ببالي على الإطلاق لم أدر ماذا يكون شعوري حينها أأطير فرحا أم أموت كمدا و حزنا حقا كانت مفاجأة .... ( إنتهت )

No comments: