Jan 30, 2009

صخب الموت

دوي الإنفجارات قريب ...
وصوت صيحات القردة يقترب بجنازير دباباتهم و صليل أسلحتهم و طرقات أقدامهم
و تحت أجواء القصف و أمطار الرصاص و رعد القنابل و برق الصواريخ
تركض أسرة صغيرة بين آبار الدماء و جبال الجثث و الأشلاء
صاح الرجل يستجلب ركضات زوجته حاملا ابنه على عاتقه
يجرون إلى اللا أمل مندفعين بغريزتهم نحو حب البقاء
فالمدينة تحت الحصار و لا سبيل للفرار و لا أمل إلا في الفرار
إقترب صخب الموت أكثر و أكثر ولا رجاء في مفر
الرجل يحمل ابنه يركض على غير هدى يسترجع شريط حياته
و كأنما لا يرى ما أمامه فالذكريات إندفعت فجأة إلى صندوق تفكيره
ملأت تجاويف و حشايا جسده
والمرأة تنظر إلى ذاك الصبي وكأنما بعثت إلى مستقبله
فلم تجده بين أبناء الأعوام الأتية و لاحتى الأيام القادمة
ولا حتى الساعات أو الدقائق المقبلة
فعلمت يقينا أنه لا أمل
وفجأة ...
دوى انفجار قريب فجر معه خوف رهيب
أيمكن لأحد النجاة من هذا اللهيب هكذا فكروا في ذاك الوقت العصيب
حاولوا الهروب من هذا المأزق
ولكن الشر من كل جانب محدق ... و تتوالى الضربات ...
وتتوالى أصوات الإنفجارات ...
و تقترب من هذه الأسرة ...
فلكم كانت نهايتهم مرة ...
مبكية ...
محزنة ...
قاتلة

No comments: